[b]الاستثناء : هو أسلوب لغوي يتحقق به إخراج
المستثنى من الحكم الثابت للمستثنى منه بواسطة أداة استثناء فهو إذن يتألف
من ثلاثة مكونات :
المستثنى منه وأداة الاستثناء والمستثنى الذي يذكر بعد الأداة فيكون مخالفا لما قبلها في الحكم .
فلو
قلت ( نجحَ التلاميذُ إلا سعيدا .) فالمستثنى منه هم " التلاميذ " وأداة
الاستثناء هي " إلا " والمستثنى هو " سعيدا " أما الحكم الذي أخرج منه
المستثنى منه فهو النجاح .
والمستثنى نوعان متصل ومنقطع :
المتصل ويسمى أيضا الخارج تحقيقا وفيه يكون المستثنى من جنس المستثنى منه فسعيد تلميذ من التلاميذ في المثال السابق .
وأما
المنقطع أو المنفصل فهو الذي يكون المستثنى من غير جنس المستثنى منه نحو :
نجح الطلابُ إلا فتاة ً . فالمستثنى " الفتاة " ليست من جنس المستثنى منه
بل من شيء آخر هو الفتيات .
أدوات الاستثناء وأحكامها :
أولا " إلا ": وهي حرف استثناء والمستثنى بها له ثلاثة أحكام :
1- واجب النصب إذا كان الكلام مثبتا وتاما أي أن لا يكون منفيا ويجب أن يكون موجودا بطرفيه المستثنى والمستثنى منه نحو :
- سافر الضيوفُ إلا سميرا .
2- جائز النصب أو الاتباع على البدلية للمستثنى منه إذا كان الكلام تاما منفيا نحو:
لم يسافر الضيوف إلا سميرا / سميرٌ .( يجوز نصب ورفع المستثنى )
الإعراب الأول : سميرا : مستثنى منصوب بالفتحة الظاهرة .
الإعراب الثاني : سميرٌ : بدل من الضيوف مرفوع بالضمة الظاهرة .
1- يعرب المستثنى حسب موقعه في الجملة إذا كان الكلام ناقصا ومنفيا .وهذا النوع من الاستثناء يسمى الاستثناء المفرغ نحو :
ما ناصرَ الشعبَ إلا المخلصونَ .
فالمخلصون تعرب فاعلا مرفوعا بالواو لأنه جمع مذكر سالم .ويمكن معرفة
إعراب المستثنى في هذا النوع بأن نحذف منه أداة الاستثناء وأداة النفي لنرى
الاسم في حالته الإعرابية الحقيقية نحو : ناصرَ الشعبَ المخلصونَ.
ويمكن أن يكون مفعولا به نحو ( ما أكل خالدٌ إلا تفاحةً ) أو خبرا ..الخ
ثانيا
: غير وسوى : وهما اسمان يعربان إعراب الاسم الواقع بعد إلا ..أي إنهما
تنطبق عليهما الأحكام الثلاثة السالفة ، أما الاسم الواقع بعدهما فيعرب
مضاف إليه دائما .نحو : تصدى أهلُ البلدِ للغزاة سوى الجبناءِ ./ غيرَ
الجبناءِ .
فكلمتا " سوى " و "غيرَ" تعربان مستثنى منصوب بالفتحة لأن الكلام تام ومثبت وكل منهما مضاف والجبناء مضاف إليه .
فائدة 1: تكون علامة الإعراب مقدرة على الألف في كلمة سوى بسبب تعذر الظهور .
ثالثا : عدا وخلا : ويمكن اعتبارهما حرفين أو فعلين :
فإذا اعتبرناهما حرفين يجب جر الاسم الواقع بعدهما نحو : وصل الأصدقاء عدا حميدٍ/ خلا حميد ٍ .
وإذا اعتبرناهما فعلين وجب نصب الاسم الواقع بعدهما على اعتبار أنه مفعول به نحو :وصل الأصدقاء عدا حميدا / خلا حميدا .
رابعا : ما عدا / ما خلا : وهما فعلان ، والاسم الواقع بعدهما واجب النصب على اعتبار أنه مفعول به نحو :
وصل الأصدقاء ما عدا حميدا / ما خلا حميدا .
فائدة
2: يضيف بعض النحاة كلمة " حاشا " كأداة استثناء وهي قليلة الاستعمال
وتنطبق عليها القاعدة الخاصة بكلمتي " عدا / خلا " وفي حالات نادرة جدا
تنصب ما بعدها كقولنا : اللهم اغفر لنا حاشا الخائنَ والعميلَ .
فائدة 3 : تتكرر أداة الاستثناء " إلا " في حالتين :
الأولى : تكرار توكيد إذا عطفت أو جاء بعدها اسم مماثل فتهمل نحو :
ما نجح إلا كريمٌ إلا صادقٌ .
الثانية
: تكرار لغير التوكيد أي لغير العطف والبدل وكان العامل الذي فيه مفرغا
ترك هذا العامل يؤثر في أحد المستثنيات ونصبت الباقيات نحو :
ما هجمَ إلا سعدٌ إلا خالدا إلا ناصرا .
وفي حال تقدمت المستثنيات على العامل " الفاعل " فيجب نصبها جميعا نحو :
ما هجم إلا سعدا إلا خالدا إلا ناصرا أحدٌ .
وفي حال تأخرت المستثنيات وكان الكلام مثبتا نصبت كلها أيضا نحو :
هجموا إلا سعدا ، إلا خالدا ، إلا ناصرا .
وفي حال تأخرت المستثنيات وكان الكلام غير مثبت " منفيا " يحرك واحد منها بحركته لو انفرد وتنصب الباقيات نحو :
ما هجموا إلا سعدٌ إلا خالدا ، إلا ناصرا .
وإلى اللقاء في الدرس القادم/ السابع والأربعين وسيكون مخصصا للتمييز .[/b]